الجمعة، 25 ديسمبر 2009

تابع موضوع خذ عقيدتك من الكتاب والسنة الصحيحة


الشرك الأصغر..


س1: ما هو الشرك الأصغر؟

ج1: الشرك الأصغر هو الرياء قال تعالى: " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه احدا" الكهف:110..


و قال صلى الله عليه و سلم ( ان أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر : الرياء" صحيح رواه احمد .


و من الشرك الأصغر قول الرجل : (لولا الله و فلان أو ما شاء الله و شئت)..وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا ما شاء الله و شاء فلان و لكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) صحيح رواه أبو داود..

س2:هل يجوز الحلف بغير الله؟

ج2: لا يجوز الحلم بغير الله قال تعالى"قل بلى و ربي لتبعثن" التغابن:7..


و قوله عليه الصلاة و السلام(من حلف بغير الله فقد أشرك)صحيح رواه احمد..


و قال(من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)متفق عليه..


التوسل و طلب الشفاعة



س1:بماذا نتوسل الى الله؟

ج1: التوسل منه جائز و ممنوع :
1-التوسل الجائز و المطلوب : هو التوسل بأسماء الله و صفاته و العمل الصالح قال تعالى"ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها" الأعرف:180..


و قال تعالى"يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسيلة " المائدة :35 أي تقربوا إليه بطاعته و العمل بما يرضيه...
ذكر ابن كثير نقلا عن قتادة ..


و قال صلى الله عليه و سلم(لصحابي سأله مرافقته الجنة : أعني على نفسك بكثرة السجود) أي الصلاة و هي من العمل الصالح ..رواه مسلم..
و يجوز التوسل بحبنا و حب الله للرسول و الأولياء..<<
لمعرفة المزيد راجع رسالة التوسل و أحكامه و أنواعه للشيخ الألباني..
2-التوسل الممنوع: و هو دعاء الأموات و طلب الحاجات منهم كما واقع اليوم و هو شرك اكبر لقوله تعالى "و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين"يونس:106..
3-أما التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم كقولك : يا رب بجاه محمد اشفيني.. فهذا بدعة لان الصحابة لم يفعلوه
و لان عمر توسل بالعباس حيا بدعائه و لم يتوسل بالرسول بعد موته و هذا التوسل قد يؤدي للشرك و ذلك إذا اعتقد ان الله محتاج لواسطة بشر كالأمير و الحاكم لأنه شبه الخالق بالمخلوق!!

س2:هل يحتاج الدعاء لواسطة بشر؟


ج2: لا يحتاج لواسطة بشر لقوله تعالى " و إذا سألك عبادي عني فإني قريب"البقرة:186..
و قوله عليه الصلاة و السلام(إنكم تدعون سميعا قريبا و هو معكم) أي بعلمه ..رواه مسلم..


س3:هل يجوز طلب الدعاء من الأحياء؟

ج3: يجوز طلب الدعاء من الأحياء لا الأموات؟؟ قال تعالى يخاطب الرسول حياً :"و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات" محمد:19..
و في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي (ان رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال:أدع الله أن يعافيني...)

س4:ما هي واسطة الرسول صلى الله عليه و سلم؟

ج4: واسطة الرسول عليه الصلاة و السلام هي التبليغ قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك"المائدة: 67..
و قال عليه الصلاة و السلام (اللهم اشهد) جوابا لقول الصحابة (نشهد أنك قد بلغت) رواه مسلم..

س5: ممن تطلب شفاعة الرسول عليه الصلاة و السلام؟

ج5: نطلب شفاعة الرسول من الله قال تعالى " قل لله الشفاعة جميعا"الزمل:44..
و علم صلى الله عليه و سلم ان يقول (اللهم شفعه في)حسن صحيح رواه الترمذي..
و قال صلى الله عليه و سلم (إني اختبأت دعوتي شفاعة يوم القيامة من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا) رواه مسلم..

س6: هل نطلب الشفاعة من الأحياء ؟

ج6: نطلب الشفاعة من الأحياء بأمور الدنيا قال تعالى " من يشفع شفاعة حسنة يك له نصيب منها و من يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" أي نصيب من وزرها..النساء : 85..
و قال عليه الصلاة و السلام ( اشفعوا تؤجروا )صحيح رواه أبو داود..

س7: هل نزيد في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ؟

ج7: لا نزيد في مدحه قال تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " الكهف:110..
و قال صلى الله عليه و سلم (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) رواه البخاري ..الإطراء هو المبالغة بالمدح..

الجهاد و الولاء و الحكم



س1: ما حكم الجهاد في سبيل الله؟

ج1: الجهاد واجب بالمال و النفس و اللسان قال تعالى " انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " التوبة : 41 ..
و قال عليه الصلاة و السلام (جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم ) صحيح رواه أبو داود ..



س2:ما هو الولاء؟

ج2: الولاء هو الحب و النصرة.
قال تعالى " المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض" التوبة :71..
و قال عليه الصلاة و السلام (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه مسلم..

س3: هل يجوز موالاة الكفار و نصرتهم ؟

ج3: لا تجوز موالاة الكفار و نصرتهم قال تعالى" و من يتولهم منكم فإنه منهم ) المائدة :51..
و قال عليه الصلاة و السلام ( إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي) صحيح رواه أحمد ..

س4:من هو الولي؟


ج4: الولي المؤمن التقي قال تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين ءامنوا و كانوا يتقون" يونس:62-63..
و قال صلى الله عليه و سلم ( إنما وليي الله و صالح المؤمنين) صحيح رواه أحمد ..

س5: بماذا يحكم المسلمون ؟

ج5: يحكم المسلمون بالقرآن و الحديث الصحيح. قال الله تعالى" و أن احكم بينهم بما انزل الله " المائدة : 49..
و قال صلى الله عليه و سلم ( عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك) رواه مسلم.

العمل بالقرآن و الحديث


س1:لماذا أنزل الله القرآن؟

ج1: أنزل الله القرآن للعمل به قال تعالى " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون" الأعراف : 3..
و قال صلى الله عليه و سلم (اقرؤوا القرآن و اعملوا به و لا تأكلوا به) صحيح رواه أحمد..

س2: ما حكم العمل بالحديث الصحيح؟

ج2: العمل بالحديث الصحيح واجب لقوله تعالى " و ما ءاتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و اتقوا الله إن الله شديد العقاب" الحشر:7..و قال عليه الصلاة و السلام ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها...) صحيح رواه احمد..

س3: هل نستغني بالقرآن عن الحديث؟


ج3: لا نستغني بالقرآن عن الحديث قال تعالى "و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"النحل:44..
و قال عليه الصلاة و السلام(ألا و إني أوتيت القرآن و مثله معه) صحيح رواه أبو داود و غيره..

س4:هل نقدم قولا على قول الله و رسوله؟

ج4: لا نقدم قولا على قول الله و رسوله لقوله تعالى " يا أيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله" الحجرات :1..
و لقوله صلى الله عليه و سلم ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) صحيح رواه الطبراني..
و قول ابن العباس (أخشى أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم : قال رسول الله و تقولون قال أبو بكر و عمر !!)

س5:ماذا نفعل إذا اختلفنا؟

ج5:نعود الى الكتاب و السنة الصحيحة قال تعالى "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر ذلك خير و أحسن تأويلا" النساء:59..

و قال صلى الله عليه و سلم ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها) صحيح رواه أحمد..

س6: كيف تحب الله و رسوله؟

ج6: أحبهما بطاعتهما و اتباع أوامرهما قال تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم" آل عمران :31.
.و قال صلى الله عليه و سلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و الناس أجمعين ) متفق عليه..

س7: هل نترك العمل و نتكل على القدر؟

ج7: لا نترك العمل لقوله تعالى " فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فنيسره لليسرى" الليل :5..
و قوله صلى الله عليه و سلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) رواه البخاري و مسلم..
السنة و البدعة
س1: هل في الدين بدعة حسنة ؟
البدعة هي المستحدث من الأمور و هنا يقصد بها ما استحدث بالدين..
ج1: ليس في الدين بدعة حسنة و الدليل قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا" المائدة :3..
و قوله صلى الله عليه و سلم ( و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار) صحيح رواه أحمد و غيره ..
س2: ما هي البدعة في الدين؟
ج2: البدعة في الدين هي الزيادة فيه أو النقصان قال تعالى منكرا على المشركين بدعهم " أم لهم شركاؤا شرعوا لهم من دون الدين ما لم يأذن به الله" الشورى :21 ..
و قال صلى الله عليه و سلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رد أي غير مقبول ..متفق عليه..
س3: هل في الإسلام سنة حسنة ؟
ج3: نعم في الإسلام سنة حسنة قال صلى الله عليه و سلم ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء...) رواه البخاري..
س4: متى ينتصر المسلمون؟
ج4: ينتصر المسلمون إذا رجعوا إلى تطبيق كتب ربهم و سنة نبيهم صلى الله عليه و سلم و أخذوا بنشر التوحيد و حذروا من الشرك على اختلاف مظاهره و أعدوا لأعدائهم ما استطاعوا من قوة .
قال الله تعالى " يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم" محمد :7..
و قال تعالى " و عد الله الذين ءامنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا" النور: 55..
هذه الرسالة لفضيلة الدكتور محمد جميل زينو

اولا الإيمان بالله



الإِيمان باللّه تعالى ؛ هو التصديقُ الجازم بوجود اللّه ، واتصافه بكل صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، واستحقاقه وحده العبادة ، واطمئنان القلب بذلك اطمئنانا تُرى آثاره في سلوك الإنسان ، والتزامه بأَوامر اللّه ، واجتناب نواهيه .

وهو أَساس العقيدة الإِسلامية ولُبَها ؛ فهو الأَصل ، وكل أَركان العقيدة مضافة إليه وتابعة له .فالإِيمان باللّه يتضمن الإيمان بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده ؛ لأَنَّ وجوده لا شك فيه ،

وقد دلَّ على وجوده سبحانه وتعالى :الفطرةُ ، والعقلُ ، والشرعُ ، والحسُّ .

ومن الإيمان باللّه تعالى ؛ الإِيمان بوحدانيَّته وألوهيته وأَسمائه وصفاته ، وذلك بإِقرار أَنواع التوحيد الثلاثة ، واعتقادها ، والعمل بها ، وهي : 1- توحيد الربوبية . 2- توحيد الألوهية . 3- توحيد الأَسماء والصفات.

1 - توحيد الربوبية :معناه الاعتقاد الجازم بأَنَ اللّه وَحْدَهُ رَب كلِّ شيء ومليكه ، لا شريك له ، وهو الخالق وحده وهو مدبر العالم والمتصرف فيه ، وأَنَه خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومميتهم ، والإِيمان بقضاء اللّه وقدره وبوحدانيته في ذاته ،

وخلاصتهُ هو : توحيد اللّه تعالى بأفعاله .

وقد قامت الأدلة الشرعية على وجوب الإِيمان بربوبيته سبحانه وتعالى ، كما في قوله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } سورة الفاتحة (1) وقوله : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } سورة الأعراف آية رقم 54 .

وقوله : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } سورة البقرة آية رقم 29 .

وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } سورة الذاريات آية رقم 58 .

وهذا النوع من التوحيد لم يخالف فيه كفار قريش ، وأكثر أَصحاب الملل والدِيانات ؛ فكلُهم يعتقدون أَن خالق العالم هو اللّه وحده ،

قال اللّه تبارك وتعالى عنهم :{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } سورة لقمان : الآية ، 25 وقال : { قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }{ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }{ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } سورة المؤمنون : الآية ، 84 - 90

وذلك لأَن قلوبَ العباد مفطورةٌ على الإِقرار بربوبيته- سبحانه وتعالى- ولذا فلا يُصْبِحُ مُعْتقِدُه مُوَحِّدا ، حتى يلتزم بالنوع الثاني من أَنواع التوحيد ، وهو

:2 - توحيد الألوهية :هو إِفراد اللّه تعالى بأَفعال العباد ، ويسمى توحيد العبادة ، ومعناه الاعتقاد الجازم بأن اللّه- سبحانه وتعالى- هو :الإلهُ الحق ولا إِلهَ غيره ، وكل معبود سواه باطل ، وإفراده تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة ، وأَن لا يشرك به أَحد كائنا من كان ، ولا يُصْرَف شيء من العبادة لغيره ؛ كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، والدعاء ، والاستعانة ، والنذر ، والذبح ، والتوكُّل ، والخوف والرجاء ، والحُبّ ، وغيرها من أَنواع العبادة الظاهرة والباطنة ، وأَن يُعْبَدَ اللّهُ بالحُبِّ والخوفِ والرجاءِ جميعا ، وعبادتُه ببعضها دون بعض ضلال .

قال تعالى : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } سورة المؤمنون : الآية ، 117

وتوحيد الربوبية من مقتضيات توحيد الأُلوهية ؛ لأنَّ المشركين لم يَعبدوا إِلها واحدا ، وإنٌما عَبَدُوا آلهة مُتَعَددَة ، وزعموا أَنَّها تقرِّبهم إِلى اللّه زلفى ، وهم مع ذلك معترفون بأَنها لا تضر ولا تنفع ، لذلك لم يجعلهم اللّه مؤمنين رغم اعترافهم بتوحيد الربوبية ؛ بل جعلهم في عداد الكافرين بإشراكهم غيره في العبادة .

ومن هنا يختلف مُعْتَقَدُ السَّلف- أَهل السُنَّة والجماعة- عن غيرهم في الألوهية ؛ فلا يعنون كما يعني البعض أَنَ معنى التوحيد أَنَّه لا خالق إِلا اللّه فحسب ؛ بل إِن توحيد الألوهية عندهم لاَ يتحقق إِلا بوجود أَصلين :

الأَول : أَن تُصرف جميع أَنواع العبادة له- سبحانه- دون ما سواه ، ولا يُعْطى المخلوق شيئا من حقوق الخالق وخصائصه .فلا يُعبد إِلا اللّه ، ولا يصلى لغير اللّه ، ولا يُسْجَدُ لغير اللّه ، ولا يُنْذَرُ لغير اللّه ، ولا يُتَوكَّلُ على غير اللّه ، وإن توحيد الأُلوهية يقتضي إِفراد اللّه وحده بالعبادة .

والعبادة : إِما قول القلب واللسان وإمَّا عمل القلب والجوارح , قال تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } سورة الزمر : الآية ،3.

*الثاني : أَنْ تكون العبادة موافقة لما أَمر اللّه تعالى به ، وأَمر رسوله صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم , فتوحيد اللّه سبحانه بالعبادة والخضوع والطاعة هو تحقيق شهادة أَن : (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللّه) ,

ومتابعة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- والإِذعان لما أَمر به ونهى عنه هو تحقيق أَنَّ : ( مُحَمَدا رَسُولُ الله) .
فمنهج أَهل السنة والجماعة :أَنَهم يَعْبُدُونَ الله تعالى ولا يشركون به شيئا ، فلا يسأَلون إِلِّا الله ، ولا يستعينون إِلِّا بالله ، ولا يستغيثون إِلا به سبحانه ، ولا يتوكلون إِلَّا عليه جلَّ وعلا ، ولا يخافون إِلِّا منه ، ويتقربون إِلى الله تعالى بطاعته ، وعبادته ، وبصالح الأَعمال ،
قال تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } سورة النساء : الآية ،
3- توحيد الأسماء الصفات :معناه : الاعتقاد الجازم بأَنَّ الله- عزَّ وجلَّ- له الأَسماء الحسنى والصفات العُلى ، وهو متَّصف بجميع صفات الكمال ، ومنزَّهٌ عن جميع صفات النقص ، متفرد بذلك عن جميع الكائنات .
وأَهل السُنّة والجماعة :يَعْرِفُونَ ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنَة ، ويصفون ربَّهم بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسولهُ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه ، ولا يُلحدون في أَسمائه وآياته ، ويثبتون لله ما أَثبته لنفسه من غير تمثيل ، ولا تكييف ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، وقاعد تهم في كلِّ ذلك قول الله تبارك وتعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الشورى : الآية ، 11 . وقوله : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } سورة الأعراف : الآية ، 180
,تعريف هذه المصطلحات :
الإلحاد : هو الميل عن الحق والانحراف عنها
التعطيل : عدم إِثبات الصفات ، أو إِثبات بعضها ونفي الباقي
التحريف : تغيير النص لفظا أو معنى ، وصرفه عن معناه الظاهر إلى معنى لا يدل عليه اللفظ
التكييف : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات
التمثيل : إِثبات المثل للشيء ؛ مشابها له من كل الوجوه .
وأَهل السنة والجماعة :لا يُحدِّدون كيفية صفات الله- جل وعَلاَ- لأنه تبارك وتعالى لم يخبر عن الكيفية ، ولأَنه لا أَحد أَعلم من الله سبحانه بنفسه ، قال تعالى : { قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ }سورة البقرة : الآية ، 140
وقال تعالى : { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } سورة النحل : الآية ، 74
ولا أَحدَ أَعلم بالله بعد الله من رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي قال الله تبارك وتعالى في حقه : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }{ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } سورة النجم : الآيتان ، 3-4
وأَهل السنة والجماعة :يؤمنون أَن الله- سبحانه وتعالى- هو الأَول ليس قبله شيء ، والآخِرُ الذي ليس بعده شيء ، والظاهرُ الذي ليس فوقه شيء ، والباطنُ الذي ليس دونه شيء ،
كما قال سبحانه : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة الحديد : الآية ، 3
وكما أَنَّ ذاته- سبحانه وتعالى- لا تشبه الذوات ، فكذلك صفاتهُ لا تشبهُ الصفات ، لأنَّه سبحانه لا سميَّ له ، ولا كفءَ له ولا نِدَّ له ، ولا يُقاس بخلقه ؛ فيثبتون لله ما أَثبته لنفسه إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل , وأنَه لا يجوز أبدا أن يتخيل كيفية ذات الله أو كيفية صفاتهوأَنَّه- تعالى- محيطٌ بكلِّ شيء ، وخالق كل شيء ، ورازق كل حي ،
قال الله تبارك وتعالى : { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } سورة الملك : الآية ، 14
وقال : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } سورة الذاريات : الآية ، 58
ويؤمنون بأَن الله تعالى استوى على العرش فوق سبع سماوات ، بائن من خلقه ، أَحاط بكل شيء علما ، كما أَخبر عن نفسه في كتابه العزيز , قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } سورة طه : الآية ، 5 وقال : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } سورة الحديد : الآية ، 4 . وقال : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }{ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } سورة الملك : الآيتان ، 16 -17
وقال النَبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « أَلاَ تَأمنُوني وأَنا أَمينُ مَنْ في السَّماءِ؟ » رواه البخاري ومسلم
وأَهل السنة والجماعة :يؤمنون بأَن الكرسي والعرش حق . قال تعالى : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } سورة البقرة : الآية ، 255 ,
والعرش لا يقدر قدره إِلا الله ، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وسع السموات والأَرض ،
والله مستغن عن العرش والكرسي ، ولم يستوِ على العرش لاحتياجه إِليه ؛ بل لحكمة يعلمها ، وهو منزه عن أَن يحتاج إِلى العرش أَو ما دونه ،
فشأن الله تبارك وتعالى أَعظم من ذلك ؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه .
وأَنَ الله تعالى خلق آدم - عليه السلام- بِيَديه ، وأَن كلتا يديه يمين ويداه مبسوطتان يُنفق كيف يشاء كما وصف نفسه سبحانه ،
فقال : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } سورة المائدة : الآية ، 64.
وقال : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } سورة ص : الآية ،75 .
وأَهل السُّنَة والجماعة :يثبتون للّه سمعا ، وبصرا ، وعلما ، وقدرة ، وقوة ، وعزا ، وكلاما ، وحياة ، وقدما وساقا ، ويدا ، ومعية . . وغيرها من صفاته - عزَّ وجل- التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز ، وعلى لسان نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها ؛ لأنَه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية ،
قال تعالى : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } سورة طه : الآية ، 46 ,
وقال : { وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } سورة التحريم : الآية ، 2 { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } سورة النساء : الآية ، 164
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } سورة الرحمن : الآية ، 27
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } سورة القلم : الآية ، 42 , وغيرها من ايات الصفات
وأهل السنة والجماعة :يؤمنون بأَن المؤمنين يَرَونَ ربهم في الآخرة بأَبصارهم ، ويَزُورُونَه ، ويُكلِّمهُم ويكلِّمونه ،
قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ }{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } سورة القيامة : الآيتان ، 22 - 23 ,
وسوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر لا يُضامون في رؤيته ،
كما قال النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِنكُمْ سَتَروْنَ رَبكُم كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيلهَ البَدرِ ، لا تُضامُونَ في رُؤيتِه » . . " متفق عليه , وأَن الله تعالى ينزل إِلى السماء الدنيا في الثلث الأَخير من الليل نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ,
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « يَنزلُ ربنا إِلى السَّماء الدّنيا كل لَيْلَة حِينَ يَبْقى ثُلُثُ الليلِ الآخر ؛ فيقول : مَنْ يَدْعُوني فأستَجيبَ لهُ؟ مَنْ يَسأَلُني فأعطيه مَنْ يَسْتَغْفرُني فأغفرَ لهُ؟ » متفق عليه.
ويؤمنون بأَنَّه تعالى يجيء يوم الميعاد للفصل بين العباد ، مجيئا حقيقيا يليق بجلاله ، قال سبحانه وتعالى : { كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا }{ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } سورة الفجر : الآيتان ، 21 - 22 ,
وقوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ } سورة البقرة : الآية ، 210
فمنهج أَهل السنَّة والجماعة في كلِّ ذلك الإِيمان الكامل بما أَخبر به الله تعالى ، وأَخبر به رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
والتسليم به ؛ كما قال الإِمام الزُّهري رحمه الله تعالى : (مِنَ اللهِ الرِّسَالةُ وعلى الرسولِ البلاغُ وعلينا التَسليمُ) أخرجه الإمام البغوي في شرح السنة بعض اقوال ائمة السلف -رحمهم الله- في الصفات :الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : (آمنتُ باللهِ ، وبما جاءَ عن اللهِ على مرادِ اللهِ ، وآمنتُ برسول الله وبما جاء عن رسولِ اللهِ على مُراد رَسُولِ الله ) انظر : لُمعة الاعتقاد الهادي إِلى سبيل الرشاد للإمام ابن قدامة المقدسي
وقال الإِمام مالك بن أنس - إِمام دار الهجرة- رحمه الله : (إِياكُم والبِدَع) قيل : وما البدع؟ قال : (أَهلُ البِدَعِ هُم الذينَ يتكلمونَ في أَسماء اللهِ وصفاتِهِ وكلامِه وعلمه وقُدرتِه ، ولا يَسْكُتونَ عمَا سَكَت عَنهُ الصحابةُ والتابعونَ لهم بإِحسان) أخرجه الإمام البغوي في : « شرح السنة ».و دخل رجل على الامام مالك رحمه الله فساله عن قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } كيف استوى؟ فقال : (الاستواء معلوم ، والكيفُ مجهول ، والإِيمانُ به واجبٌ ، والسؤالُ عنهُ بدعة ، وما أراكَ إِلا ضالا) وأَمر به أن يُخرج من المجلس . أخرجه الإمام البغوي في : « شرح السنة »
وقال بعض السلف : (قَدَمُ الإِسلامِ لا تَثبتُ إِلَّا على قنطرة التسليم) رواه الإِمام البغوي في : « شرح السنة »
لذا فإِنهُ من سلك مسلك السلف في الحديث عن ذات الله تعالى وصفاته ؛ يكون ملتزما بمنهج القرآن في أَسماء الله وصفاته سواء كان السالك في عصر السَّلف ، أَو في العصور المتأخرة .وكلُّ من خالف السَّلف في منهجهم ؛ فلا يكون ملتزما بمنهج القرآن ، وإن كان موجودا في عصر السَّلف ، وبين أَظهر الصحابة والتابعين

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

وجوب طاعة ولي الأمر إلا في معصية

قوله : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعو عليهم ، ولا ننزع يدا من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ) .
وعن حذيفة بن اليمان قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قال : قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم : دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال : نعم ، قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألسنتنا ، قلت : يا رسول الله ، فما ترى إذا أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين ، وإمامهم . فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
وعن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات ، فميتة جاهلية . [ ص: 542 ]
وفي رواية : فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما .
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ، ما لم يأمروا بمعصية ،
فتأمل قوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ النساء : 59 ] - كيف قال : وأطيعوا الرسول ،
ولم يقل : وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة ، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله .
وأعاد الفعل مع الرسول لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله ، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله ، بل هو معصوم في ذلك ،
وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله ، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله .
وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم ،
بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور ، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا ،
والجزاء من جنس العمل ، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل .
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم ، فليتركوا الظلم .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح ولاة امورنا لما يحبه ويرضاه .
ويوفقنا لطاعتهم فيما امرالله ورسوله .

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

خُذ عقيدتك من الكتاب والسنة الصحيحة

اولا العقيدة قبل كل شئ ؟؟
هذه العقيدة يتوقف عليها مصير المسلم من سعادة و شقاء و أن أهم ما فيها هو التوحيد الذي خلق العالم لأجله و أرسل الرسل لتحقيقه
فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقي في مكة 13 سنة يدعوا الى توحيد الله!!!و عبادته و دعائه و حده دون سواه
"و أن المسجد الله فلا تدعوا مع الله أحدا "{الجن:18}
و من التوحيد أن تؤمن بصفات الله :ومنها العلو لله على عرشه تحقيقا لقوله"الرحمن على العرش استوى"{طه:5}( أي علا و ارتفع)
و انه سبحانه مع عبادته و رؤيته و علمه " قال لا تخافا إنني معكما اسمع و أرى"{طه:46}..
هي مجموعة من الأسئلة ارجوا أن تقرؤها جيدا و ليس لها إجابات غير ما سأمليه لكم
((العقيدة لا يخاض بها و حكمها التوقف))
ثانيا: حق الله على العباد؟؟
س1:لماذا خلقنا الله؟
ج1:خلقنا الله لنعبده و لا نشرك به شيئا و الدليل قوله تعالى في سورة الذريات :56"و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" و قوله صلى الله عليه و سلم : (حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا)متفق عليه.
.س2:ما هي العبادة؟
ج2: العبادة اسم جامع لما يحبه الله من الأقوال و الأفعال :كالدعاء و الصلاة و الذبح و غيرها...
قال تعالى "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين"الأنعام:162..
نسكي: ذبحي للحيوانات..
و قال صلى الله عليه و سلم قال تعالى( و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه)حديث قدسي رواه البخاري..
س3: كيف نعبد الله؟
ج3: كما أمرنا الله و رسوله قال تعالى:"يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم" محمد:33..
و قال عليه الصلاة و السلام (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي غير مقبول رواه مسلم.
س4: هل نعبد الله خوفا و طمعا ؟
ج4: نعم نعبده كذلك قال تعالى المؤمنين " يدعون ربهم خوفا و طمعا"السجدة :16...
و قال صلى الله عليه و سلم: (أسأل الله الجنة و أعوذ به من النار) صحيح رواه داود..
س5: ما هو الإحسان في العبادة؟
ج5: الإحسان هو :مراقبة الله تعالى في العبادة.قال تعالى "الذي يراك حين تقوم*و تقلبك في الساجدين) الشعراء : 218..
و قال صلى الله عليه و سلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك)رواه مسلم..أنواع التوحيد و فوائده..
س6: لماذا أرسل الله الرسل؟
ج6: أرسلهم للدعوة الى عبادته و نفي الشرك قال تعالى " و لقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت"النحل:36..الطاغوت : الشيطان الداعي الى عبادة غير الله..
و قال عليه الصلاة و السلام: ( و الأنبياء اخوة..و دينهم واحد) متفق عليه..
س7: ما هو توحيد الرب؟
ج7: توحيد بأفعاله كالخلق و التدبير و غيرها ... قال تعالى "الحمد لله رب العالمين" الفاتحة :2..
و قال صلى الله عليه و سلم : (أنت رب السموات و الأرض) متفق عليه..
س8: ما هو توحيد الإله؟
ج8: هو إفراد بالعبادة كالدعاء و الذبح و النذر قال الله تعالى :" و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" البقرة : 163..
و قال عليه الصلاة و السلام (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله ) متفق عليه..
و في رواية للبخاري ( الى أن يوحدوا الله).
.س9: ما هو توحيد صفات اللهو أسمائه؟
ج9: هو إثبات ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه رسوله في أحاديثه الصحيحة على الحقيقة بلا تأويل و لا تفويض و لا تمثيل و لا تعطيل كالاستواء و النزول و اليد و غيرها مما يليق بكماله قال تعالى" ليس كمثله شيء و هو السميع البصير"الشورى :11.
.و قال عليه الصلاة و السلام ( ينزل الله في كل ليلة الى سماء الدنيا..) رواه مسلم.
.س10: أين الله؟
ج10: الله فوق العرش على السماء قال تعالى" الرحمن على العرش استوى"طه:5..أي علا و ارتفع كما جاء في البخاري.
و قال صلى الله عليه و سلم ( ان الله كتب كتابا..فهو عنده فوق العرش) متفق عليه..
س11: هل الله معنا؟
ج11: الله معنا بسمعه و رؤيته و علمه قال تعالى " قال لا تخافا إنني معكما اسمع و أرى" طه :46..
و قال عليه الصلاة و السلام ( إنكم تدعون سميعا قريبا و هو معكم ) أي بعلمه رواه مسلم..
س12: ما هي فائدة التوحيد؟
ج12: فائدة التوحيد هي الأمن في الآخرة من العذاب و الهداية في الدنيا و تكفير الذنوب..قال تعالى " الذين ءامنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم اؤلئك لهم الأمن و هم مهتدون" الأنعام:82.. بظلم أي بشرك..
و قال صلى الله عليه و سلم(حق العباد على الله ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا) متفق عليه..
شروط قبول العمل
س13: ما هي شروط قبول العمل؟
ج13: شروط قبول العمل عند الله ثلاثة:
1-الإيمان بالله و توحيده.قال الله تعالى" ان الذين ءامنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا"الكهف:107..
و قال عليه الصلاة و السلام ( قل امنت بالله ثم استقم) رواه مسلم
.2-الإخلاص: و هو العمل لله من غير رياء و لا سمعة..قال تعالى "فاعبد الله مخلصا له الدين"الزمر:2..
3-الموافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ..قال تعالى"و ما ءاتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فنتهوا و اتقوا الله ان الله شديد العقاب" الحشر :7..
و قال عليه الصلاة و السلام ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد) أي مردود رواه مسلم..
ثالثا: الشرك الاكبر..
س1:ما هو أعظم الذنوب عند الله ؟
ج1: أعظم الذنوب الشرك بالله و الدليل قوله تعالى : " و إذ قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم" لقمان : 13..
و لما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أي الذنب أعظم قال: أن تجعل لله ندا و هو خلقك) متفق عليه ..الند الشريك..
س2:ما هو الشرك الاكبر؟
ج2:الشرك الاكبر هو صرف العبادة لغير الله كدعاء غير الله و الاستغاثة بالأموات أو الأحياء الغائبين..قال تعالى "و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا" النساء:36..
و قال صلى الله عليه و سلم (من اكبر الكبائر الشرك بالله)رواه البخاري.
.س3: هل الشرك موجود في هذه الأمة ؟
ج3: نعم موجود و الدليل قوله تعالى " و ما يؤمن أكثرهم بالله الا و هم مشركون"يوسف:106.
.و قال صلى الله عليه و سلم(لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين و حتى تعبد الأوثان ) صحيح رواه الترمذي.
س4: ما حكم دعاء الأموات و ا الغائبين؟
ج4: دعاء الأموات أو الغائبين من الشرك الأكبر قال تعالى " و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " يونس :106.. أي المشركين..
و قال عليه الصلاة و السلام( من مات و هو يدعو من دون لله ندا دخل النار ) رواه البخاري..
س5: هل الدعاء عبادة؟
ج: نعم الدعاء عبادة . قال تعالى " و قال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" أي ذليلين..غافر: 60.
و قال صلى الله عليه و سلم ( الدعاء هو العبادة) رواه احمد و قال الترمذي حسن صحيح..
س6: هل يسمع الأموات الدعاء؟
ج6: لا يسمعون قال الله تعالى : 1-" انك لا تُسمع الموتى" النمل2- " و ما انت بِمسمع من في القبور" فاطر : 22..
أنواع الشرك الأكبر؟
س7: هل نستغيث بالموات أو الغائبين ؟
ج7: لا نستغيث بهم قال تعالى :1-" و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون اموات غير احياء و ما يشعرون ايان يبعثون" النحل:20..2-" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم"الأنفال:9..
و قال صلى الله عليه و سلم " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) حسن رواه الترمذي..
س8: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟
ج8: لا تجوز و الدليل قوله تعالى :" إياك نعبد و إياك نستعين"
و قوله صلى الله عليه و سلم ( إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله) حسن صحيح رواه الترمذي..
س9: هل نستعين بالحياء؟
ج9: نعم فيما يقدرون عليه .قال تعالى " و تعاونوا على البر و التقوى " المائدة :2..
و قال صلى الله عليه و سلم ( و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم..
س10:هل يجوز النذر لغير الله؟
ج10: لا يجوز النذر الا لله لقوله تعالى" رب اني نذرت لك ما في بطني محررا" آل عمران:35..
و قوله عليه الصلاة و السلام( من نذر ان يطيع الله فليطعه و من نذر ان يعصيه فلا يعصه) رواه البخاري..
س11:هل يجوز الذبح لغير الله؟
ج11: لا يجوز و الدليل قوله تعالى: " فصل لربك و انحر" الكوثر :2.. انحر أي الذبح لله..
و قال صلى الله عليه و سلم ( لعن الله من ذبح لغير الله) رواه مسلم..
س12: هل نطوف بالقبور للتقرب بها؟
ج12: لا نطوف الا بالكعبة و قال تعالى" و ليطوفوا بالبيت العتيق"الحج:29..
و قال صلى الله عليه و سلم ( من طاف بالبيت سبعا و صلى ركعتين كان كعتق رقبة ) صحيح رواه ابن ماجة..
س13: ما حكم السحر؟
ج13: السحر من الكفر قال تعالى"و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" البقرة:102..
و قال عليه الصلاة و السلام( اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله و السحر..) رواه مسلم..
س14: هل نصدق العراف و الكاهن في علم الغيب؟
ج14: لا نصدقهما لقوله تعالى :" قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب الا الله " النمل : 65..
و قال صلى الله عليه و سلم :( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد) صحيح رواه احمد..
س15: هل يعلم الغيب احد؟
ج15: لا يعلم الغيب احدا الا من اطلعه الله من الرسل قال تعالى " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول" الجن: 26..
و قال صلى الله عليه و سلم ( لا يعلم الغيب الا الله ) حسن رواه الطبراني..
س16: هل نلبس الخيط و الحلقة للشفاء؟
ج16: لا نلبسها لقوله تعالى " و ان يمسك الله بضر فلا كاشف له الا هو" الأنعام : 17..
و قوله صلى الله عليه و سلم ( من علق تميمة فقد أشرك) صحيح رواه احمد أما التميمة فهي الخرزة ا الودعة تعلق من العين..
س17: ما حكم العمل بالقوانين المخالفة للإسلام ؟
ج17: العمل بالقوانين المخالفة للإسلام كفر إذا أجازها أو اعتقد صلاحياتها..قال تعالى :( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون " المائدة :44..
و قال صلى الله عليه و سلم ( و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله و يتخيروا مما انزل الله الا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجة و غيره ..
س18: كيف نرد الشيطان :من خلق الله؟
ج18: إذا وسوس الشيطان لأحدكم هذا السؤال فليستعذ بالله قال تعالى " و اما ينزعنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله انه هو السميع العليم" فصلت : 36..
و علمنا الرسول أن نرد كيد الشيطان و نقول( آمنت بالله و رسله الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد) ثم ليتفل عن يساره ثلاثا و ليستعذ من الشيطان و لينته فإن ذلك يذهب عنه)>>هذه خلاصة الأحاديث الصحيحة الواردة في بخاري و مسلم و احمد و داود..
س19: ما هو ضرر الشرك الأكبر؟
ج19: الشرك الأكبر يسبب الخلود في النار قال تعالى " انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار" المائدة : 72..
و قال صلى الله عليه و سلم( ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل النار) رواه مسلم..
س20: هل ينفع العمل مع الشرك؟
ج20:لا ينفع العمل مع الشرك لقوله تعالى عن الأنبياء " و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون"الأنعام : 88..
و قال صلى الله عليه و سلم ( قال تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته و شركه)رواه مسلم..
هذه الرساله لفضيلة الدكتور محمد جميل زينو

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

سبب الشرك

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الشرك
لقد بين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذه الحجة، وأنهم قالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] وقالوا أيضاً: هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18].
إذاً: أصل الشرك الأول الذي وقع في الأرض يرجع لهذا السبب وهذا الأصل، فقد عبد قوم نوح وداً، وسواعاً، ويغوث، ويعوق، ونسراً، وهؤلاء هم رجال صالحون عبادٌ لله تبارك وتعالى عُبِدُوا من دون الله، واستمر الشرك بعد ذلك وتطور؛ فعُبدت الملائكة وعُبد بعض الأنبياء، وأصل هذا كله وسببه هو اعتقاد أولئك أن هؤلاء سوف يقربونهم إلى الله زلفى؛ فإذا عبدوا هؤلاء الأولياء قربوهم إلى الله. ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله.
فمعنى كلامهم: أننا لا نستطيع أن نعبد الله مباشرة، وهذا ما يقوله بعض العامة، ممن يقع في هذا الشرك الآن فيقول: (أنا ضعيف وأنا مذنب وكلي خطايا فكيف أدعو الله مباشرة. كيف! لا أستطيع! لكن أدعو الله بواسطة هؤلاء وأتوسل إلى الله تبارك وتعالى بهؤلاء) مثل: الحسن أو الحسين أو علي وغيرهم أو حتى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو بقية من يُعبَدُون من دون الله تبارك وتعالى سواء أكانوا من الأولياء أم من العباد الصالحين أم ممن جعلوا كذلك، مثل: عبد القادر الجيلاني أو أحمد الرفاعي أو البدوي أو غيرهم

السبت، 5 ديسمبر 2009

الإسبــــــــــــــاال

بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، المسبل إزاره والمنان الذي....» [رواه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا» [رواه البخاري ومسلم].
وهذا بلاء شبه عام في هذا الزمان بسبب الجهل وما زينه الشيطان لبعض الناس من المجادلة بأنّهم لا يسبلون ثيابهم بطرا أو تكبرا، وأنّه روى في بعض الأحاديث التي تحذر من من الإسبال البطر والتكبر.
ولم يلاحظ هؤلاء أنّ الوعيد يكون أشد إذا كان مع البطر والكبر، ولكنه موجود أيضا عند عدم وجود التكبر، ولكن الفرق أنّ الوعيد والعقوبة يكونان أشد مع وجود التكبر والبطر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه النسائي].
فإذا أسبل المسلم ثوبه أو إزاره خيلاء وكبرا صارت العقوبة أشد وأغلظ، وهو ماورد في قوله صلى الله عليه وسلم: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» [رواه البخاري].
فليتق الله أقواما يمضون أوقاتهم في تأويل أوامر الله ورسوله والمجادلة فيها وليتذكر هؤلاء قول الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور: 63].
أسأل الله العظيم أن يرزقنا اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.